--------------------------------------------------------------------------------
أكرر طلبي بأن لا تبخلو علي برأي
************
الفصل السادس
بعد أن خرج سمير من بيت عمه لم تنتظر زوجة عمه كثيرا بل صعدت إلى غرفة سميرة وفتحت عليها الباب فوجدتها تبكي اقتربت منها مبتسمة وشدت شعرها .
تبكين ؟؟
لم تري شيئا بعد لن أرحمك من هذا العذاب إلا في حالة واحدة فقط .
تتزوجين ابني .
أنا أتزوج ابنك سوف أقتل نفسي قبل أن يلمس مني شعره .
ومن أنت حتى تقولين هذا الكلام .
وأخذت تضرب فيها وهي تصرخ . حتى تعبت من كثرة ضربها .
غدا سترين .
حسبي الله ونعم الوكيل أخذت ترددها سميرة وهي تبكي بحسرة وقهر .
تتوجه إلى غرفتها وتجد زوجها جالسا على طرف السرير ممسكا بيده التي تؤلمه من ثني سمير لها ,تقترب منه ما بك ؟
لا شيء ماذا تريدين أنت ؟
أريد أمرين .
وما هما ؟؟
أولا أريد أن أعرف هل انتهيت من المنزل الجديد .
نعم .
انتهيت وكنت أريد أن أخبرك بذلك اليوم عندما عدت ولكن ...
لا عليك الموضوع الثاني أكثر أهمية من الأول .
وما هو ؟؟
ابنة أخيك .
ماذا تريدين أن أفعل بها .
إما أن تطردها من المنزل .
هل جننت ؟؟
إذا ليس لها إلا حلا واحدا .
وما هو ؟
تتزوج .
تتزوج ؟؟؟ وهل تقدم لها أحد وأنا رفضت .
يتقدم لها أحد ؟؟ هل تريد أن تأتي غدا هي وزجها يطالبان بحقها ؟؟
إذا ؟؟
ابنك ناصر الذي أسميته على اسم أخيك هو أولا بها من غيره وتكون تحت أيدينا حتى آخر أيام عمرها ونظمن بذلك أنها لن تتسبب لنا في أي مشكلة .
يبتسم نايف إنها فكرة رائعة سوف أذهب إليها أصالحها وأعرف رأيها .
ماذا تصالحها وتأخذ رأيها ؟ هل جننت ؟؟
اتصل بالمأذون وأتي به غدا إلى هنا وأنهي المسألة دون تأخير وقبل أن يعود أخاها الذي كاد أن يكسر يدك اليوم . أم نسيت ؟؟
لا لم أنسى معك حق إذا فلن نأتي بالمأذون هنا بل في المنزل الجديد , وهكذا نظمن أن أحدا لن يعكر علينا صفونا .
لا أصدق زوجي وحبيبي نايف يأتي بفكرة عظيمة مثل هذه .
أنا أفكاري دائما رائعة ولكن أنت لا تقدرين ذلك .
وفي اليوم التالي تدخل دلال على سميرة وهي نائمة بعد أن أرهقها السهر والبكاء والضرب ,
نائمة ومتى تستيقظين هيا قومي .
ترفع سميرة رأسها وتنضر إليها باحتقار , نعم .
هيا اجمعي ملابسك بسرعة معك نصف ساعة .
ولماذا أجمع ملابسي ؟
سننتقل إلى منزلنا الجديد .
منزل جديد ؟؟؟
نعم منزل جديد هل تريدين البقاء هنا ؟
نعم أريد البقاء فسمير ....
سمير ؟؟؟ سيلحق بنا سمير إلى المنزل الجديد .
وكيف يعرف عنوانه ؟
عمك في الخارج يريد أن يدخل عليك إذا دخل اسأليه .
يدخل نايف وعندما ينضر في وجه سميرة ويرى آثار الضرب على وجهها يشعر بندم على فعله ويتذكر كلام أخيه ناصر عندما كانت طفلة صغيرة وهو يقول أنضر إليها أليست جميله ؟؟
غدا عندما تكبر وتطلب منك هديه هل ستشتريها لها أم ترد طلبها , ويتذكر كيف كان يحملها وهو يجيب بل سأشتري لها كل ما تريد فأنا لم أرزق ببنت حتى الآن لذا سوف تكون ابنتك هي اكبر بناتي .
تقاطعه سميرة . ماذا يا عم ألم تتوقع أن ترى هذه الآثار على وجهي , سوف أنسا كل شيء بشرط أن يعود أخي سمير للعيش هنا أرجوك يا عمي .
سامحيني يا ابنة أخي .
لم تصدق سميرة أنها تسمع من عمها هذا الاعتذار , أنت تطلب السماح ؟؟؟
نعم ولا تزيدي في الحديث سوف أبحث عن أخاك وأعيده المهم الآن أن تستعدي للرحيل .
حسنا نصف ساعة يا عم وأكون جاهزة .
سوف أنتظرك في الأسفل يا ابنتي .
وخرج من الغرفة مسرعا أما هي فقد أخذت في البكاء وهي تردد كلام عمها . ( سامحيني , ابنتي )
آه لم أسمع هذه الكلمتين في حياتي .
يخرج الجميع من المنزل حاملين حقائب مليئة بالملابس وغادروا إلى منزلهم الجديد الذي كان أكبر وأكثر فخامة من السابق عندما وصلوا إليه طلب نايف من سميرة أن تصعد إلى غرفتها الجديدة وتقول له رأيها إن لم تعجبها سوف يغير لها كل الأثاث الموجود .
تقاطعه دلال إذا لم يعجبها تغيره بالكامل . ولما لا يعجبها ؟
هيا اصعدي يا سميرة دعيها تقول ما تريد اذهبي الآن .
لم تكن سميرة مصدقة ما تسمعه من عمها أول مرة يدافع عنها أمام زوجته . وابنه الغبي الذي لا شيء يذكر فيه إلا اسمه الذي يحمله .
تصل إلى غرفتها إنها رائعة , لم تتوقع أن يهتم عمها بها وأن يؤثث لها غرفة بهذا الجمال .
يتبعها عمها ويطرق الباب ,
من هناك .
أنا
تفضل يا عم .
ها .... ما رأيك فيها ؟
شكرا يا عمي إنها رائعة .
إذا أتركك ترتاحين .
عمي
ماذا
سمير
لقد طلبت من حارس المنزل أن يبقى هناك حتى يعود سمير ويعطيه العنوان الجديد .
حقا .؟؟
هز برأسه وخرج وهي غير مصدقة لكل هذا التحول في عمها , هلا شعر بالذنب عندما رآني . وكل هذه الآثار على وجهي ؟ أم أن هناك أمر آخر في نفسه ؟
يدخل نايف على زوجته ويجدها في حالة من الغضب الشديد .
كأن البيت لم يعجبك ؟
بل أنت الذي لم تعجبني .
أنا ؟؟
نعم ما سر هذه العبارات التي تطلقها أمامي وما سر هذا الحنان أنا تقف ضدي مع ابنة أخيك ؟
أنت لا تشبعين من المشاكل ولا تريدين أن تعيشين في راحة بال . مالك ولها ؟ ألا يكفيك ما أخذناه منها ومن أخيها ؟
هل نسيت أن كل هذا الذي أنت فيه هو من مال أبيها ؟
خافت دلال من هذا الكلام الذي لم تسمعه من قبل .
إنك تتحدث بنغمة جديدة .
نعم أنا أتحدث بما أريد .
وهل نسيت أنك أنت من أنكر حقها هي وأخيها ؟
وهل نسيت أنك أنت من زور الأوراق واستوليت على المال ؟
أم تراك نسيت أنك كذبت عليهما وأخبرتهما أن أباهما كان عاطلا عن العمل ؟
الآن تأتي وتجعلني أنا السبب , المهم الآن هل فاتحتها في موضوع الزواج أم لا .
أم أنك تخشى أن ....؟
أن ماذا ؟؟
أن يصبح ابنك مثلك ؟
مثلي ؟؟؟
نعم مثلك أربع سنوات ثم يصبح عاجزا , ألا يكفيك أني طوال هذه السنين بقيت معك في منزل واحد , لتأتي الآن وتتهمني أني لا أريد أن أعيش في سعادة ؟؟ وأي سعادة مع واحد مثلك .
ينظر نايف إلى الأرض وهو ذليلا لا يستطيع أن يجيبها , ولا يستطيع أن ينضر إليها , وماذا تريدين الآن ؟
أنا لا أريد شيء فقط ابنة أخيك أريدها أن تتزوج من ابنك ولا تنسى أن تسأله إن كان رجلا , أو .....
إلى اللقاء يا حنون .
تدفع نايف إلى خارج الغرفة وتغلق الباب في وجهه . لم يستطع أن يقاوم أو يفعل شيء لها .
لمحت سميرة هذا المنضر من باب غرفتها واختبأت خوفا على مشاعر عمها , الذي خرج من المنزل مسرعا .
لم تصدق سميرة ما رأته عمها الذي كان يضرب فيها بالأمس تدفعه زوجته خارج غرفة نومه وكأنه طفل صغير لم يدافع عن نفسه , إذا عمي رجل طيب ولكن زوجته هذه متسلطة عليه ولا يستطيع أن يفرض عليها شيء .
وبعد ساعة تقريبا يعود نايف إلى المنزل ومعه المأذون الشرعي ويصعد إلى غرفة زوجته يطرق الباب فلا تجيب يخبرها من خلف الباب لقد أحضرت المأذون معي .
تسمع سميرة هذه الكلمات كالصاعقة على رأسها , تقف بالقرب من الباب لعلها تسمع شيئا , فتسمع صوت دلال .
وأين هو ؟
أسفل تركته ينتظر .
وأين ابنك ؟
جالس معه .
إذا اذهب وأنهي الأمر الآن .
حسنا ولكن هل تسامحيني على ما فعلت .
نعم أسامحك . اذهب الآن .
تضع سميرة يدها على قلبها غير مصدقة لما يحدث , وتفتح دلال عليها الباب .
مبروك يا عروسه .
مبروك ؟
نعم عمك والمأذون الآن في الأسفل ومعهم ناصر ابني والباقي تعرفينه .
هكذا تزوجوني به ؟
والليلة سوف تكون دخلتكما .
دون أن يكون لي فرح حتى .
فرح ؟؟؟ أنت كالجارية هنا حياتك ملك لي أنا هل تفهمين .
لا عليك سوف أطرده مثلما تطردين أباه .
ماذا ؟؟؟
تتقدم إليها مسرعة تريد أن تضربها ولكن سميرة تشير إليها بإصبعها توقفي مكانك إن مدتي يدك علي سأصرخ وأنزل إلى المأذون وتعرفين ماذا سيحدث حينها ,
معك حق . سيذهب بعد قليل وأكون قد نلت مرادي .
أخبريني يا ..... دلال لماذا تطردين عمي من غرفة نومه ؟
هذا الأمر لا يعنيك .
بل يعنيني أليس رجلا ؟
تصمت دلال بعد أن شعرت أن سميرة تتفوق عليها للمرة الأولى , وعندما اتجهت إلى الباب نادتها سميرة .
دلال .
التفتت إليها دلال دون أن تجيب .
هل هو ابن عمي حقا ؟
أطبقت دلال على شفتيها من القهر وانتفض جسمها وخرجت من الغرفة مسرعة .
وبعد وقت قصير أتى عمها وطرق الباب .
تفضل .
يدخل عمها لا يعرف من أين يبدأ . سميرة يا ابنتي أنا ...
أنت ماذا يا عم زوجتني ابنك دون أن تأخذ رأيي ؟؟
انه ابن عمك وسوف أحرص على ألا يؤذيك أبدا .
وأنا لن أقول لك شيء يا عم أنت ولي أمري والمسئول عني أمام الله .
لم يستطع أن يقول شيء آخر فقط الصمت , وخرج من عندها وهو يهز برأسه .
لم تضيع هي الوقت بل أخذت تزين نفسها ونظرات الانتقام في عيناها رأت بأن الفرصة قد أتت إليها الآن أستطيع أن أنتقم منك يا دلال على كل ما فعلته بي أنا وأخي , وسوف ترين .
وبعد أن انتهت من التزين ارتدت فستانا أظهر مفاتنها وخرجت من غرفتها في كامل زينتها واتجهت حيث كان يجلس عمها وزوجته وابنهما . وقبل دخولها سمعتها تقول له .
أريدك أن تكون رجلا وأن تريها النجوم في الظهيرة لا تترك لها مجالا لتتحكم بك . هل تسمعني .
ولكن ابنها كان ينظر إلى الباب فاتحا عيناه وفمه , فنظرت لتجد سميرة في أكمل زينتها لم تكن تعرف أنها بهذا الجمال الأخاذ .
تعالي هنا يا ابنتي اجلسي بجوار عمك . ما شاء الله تبارك الله .
كانت دلال تنظر وهي غير مصدقة لم تتوقع هذا التصرف من سميرة , فقد أرادت من هذا الزواج أن تعذبها ولكن رأت على ملامحها سعادة ماكرة بإحساس الأنثى شعرت أنها أخطأت في هذه الخطوة .
جلست سميرة بين عمها وابنه الذي كان ينظر غير مصدق . ثم قامت ومدت يدها إلى ابن عمها الذي لم يتردد في الوقوف معها بل أمسك بيدها وهو يبتسم , ثم نظرت إلى عمها .
هل تأذن لنا في الانصراف ؟
نعم اذهبا .
مرت من أمام زوجته ونظرت إليها باحتقار وخرجت بابنها أمام عيناها , واتجهت به إلى غرفتها وهناك أجلسته على كرسي وأخذت تتحرك في الغرفة جيئة وذهابا وهو ينظر في انبهار شديد .
ثم جلست على السرير ونظرت إليه فأحست أنه قد وقع في حبائلها .
لماذا تنظر إلي هكذا ؟
ها .... أريد أن ...
ماذا تريد ؟؟
لا شيء .
ولكن أنا أريد شيئا .
اطلبي ما تريدين ؟
أريد أن تحضر لي كأس ماء لأني أشعر بالعطش ولكن لا تتأخر سوف أجهز لك مفاجئة عندما تعود .
قام ناصر مسرعا واتجه إلى المطبخ وكانت هي تنظر من خلف الباب عندما رأته يدخل المطبخ رفعت صوتها .
ناصر بسرعة أحظر الماء لقد تأخرت ارتبك ناصر عندما سمعها تنادي عليه واسقط الكأس من يده ثم أخرج آخر وعندما ملأ الكأس دخلت عليه أمه وعندما رأته أخذت تلطم خدها .
ماذا تفعل هنا .
أشرب ماء .
تشرب أم تحضر لها الماء ؟
بل أشرب الماء أقسم على ذلك أنظري وشرب الكأس كله ثم خرج واتجه إلى غرفة سميرة التي كانت تنتظره وعندما رأته قادما وليس معه الماء سألته .
أين الماء ؟؟
ها الماء لم أجد ماء باردا .
ومن قال لك أني أريد أشرب ماء باردا . ؟
أحضر لي كأس ماء بسرعة , وكانت تتحدث وهي مستلقية على السرير ومغطية جسها بالكامل .
لم يستطع أن يفعل شيء إلا الانصياع للأمر فخرج مجددا ليجد أمه واقفة أمام الباب أمي .
إلى أين تذهب .
أريد أن ..... أغسل وجهي .
فدفعته عنها ثم فتحت الباب أنتي إذا أردتي أن تشربي ماء فقومي بنفسك .
رفعت الغطاء عن وجهها يبدوا أنك نسيتي أمورا كثيرة .
ألا تخجلين من الدخول على عروس في ليلتها ؟
أنا في حال لا يسمح لي بالخروج , إذا كنت لا تريدين أن يأتي ابنك بالماء . فأتي أنت به .
لتخرج دلال والنار تحرق قلبها وتتجه لغرفتها .
أما ناصر فقد أسرع إلى المطبخ وأحضر الماء وعاد مسرعا إلى سميرة .
التي أغلقت الباب من الداخل .
فطرق الباب , ولم تجبه فخاف أن يرفع صوته وتسمعه أمه فاتجه إلى غرفته ليقضي ليلته هناك .
أما سميرة فأحست أن الحياة تدب في عروقها من جديد اليوم هو أول يوم تشعر فيه بالسعادة في حياتها اليوم استطاعت أن تنتقم من دلال . وان كان انتصار في معركة وليس كسبا للحرب معها فالحرب ستطول حتى تتمكن من الحصول على كرامتها وكرامة أخيها .
لم تنم سميرة أبدا بل انتظرت حتى اقترب أذان الفجر , ثم اتجهت إلى غرفة ناصر لتجده نائما هناك ترفع عنه غطائه وتمسك بشعره وتشده حتى أجلسته وبالكاد فتح عيناه , سميرة .؟؟
نعم سميرة هل شبعت من النوم ؟؟
لا يجيبها إلا بابتسامة .
هيا قم الآن أم تريد أن تراك أمك وأنت نائم هنا وحدك ؟
لا هيا بنا .
تخرج به إلى غرفتها وتجلسه بجوارها على السرير وتجبر نفسها على النظر في وجهه .
هل أنت سعيد ؟
أنا ....
أعلم أنك سعيد صحيح ؟
نعم .
قل لي يا ناصر أنت الآن زوجي ومن حقي أن أشعر أنك رجل أستطيع أن أعتمد عليه .؟
ألا ترين أني رجل ؟
إذا كنت رجلا فقل لي ما هو عملك ؟
أنا أعمل مع أبي في الشركة .
وماذا تعمل في الشركة ؟
ها كل شيء .
كل شيء؟؟ مثل ماذا .
أجلس في مكتبي وأوقع على الأوراق التي يطلب مني أبي أن أوقع عليها .
فقط هذا عملك ؟؟؟؟
نعم فأنا المدير .
مدير ؟؟ أهلا بك أيها المدير .
قل لي هل تأخذ راتبا ؟
راتب ؟؟
نعم راتب ألا تعرف معنا كلمت راتب . ؟
لا أنا لا آخذ راتب ؟
ولما لا ؟
أبي يقول أن كل شيء في الشركة هو ملك لي وإذا أردت بعض المال يعطيني إياه .
حسنا ما رأيك أن نعيش أنا وأنت في منزل آخر ؟
ونترك هذا المنزل ؟
نعم نتركه ونكون أنا وأنت في منزل خاص بنا لا يوجد به أحد إلا أنا وأنت فقط .
وأمي ؟؟
ما بها أمك ؟؟؟
أمي تقول بأن هذا المنزل لنا جميعا ولن تسمح لي أن أنتقل إلى منزل آخر ؟
أبي يقول ... وأمي تقول وأنت أليس لك رأي في شيء أبدا .
يقف غاضبا أمي حذرتني منك .
مني أنا .؟
نعم لقد قالت لي بأنك سوف تحاولين أن تأخذيني بعيدا عنها ولن تراني مجددا وأنها سوف تموت إذا أنا تركت المنزل .
تموت ؟؟
هذا ما قالته لي , أرأيت إن أمي تعرف كل شيء .
تمتمت في نفسها أمك تعرف كل شيء إلا أنها لم تعرفني جيدا إذا سوف تموت إن أنت تركت المنزل سترين يا دلال .
ولما أنت واقف هكذا ؟
لقد .....
ماذا أغضبتك ؟
نعم .
اجلس فأنا لم أنام طوال الليل .
لم تنامي .؟
وكيف أنام وأنت تركتني وذهبت لتنام في غرفتك ؟
ولكن أنت أغلقت الباب .
كنت أغير ملابسي .
وكيف لي أن أعلم . ؟
لا تخبر أمك أنك نمت في غرفتك كي لا تغضب منك .
لا لن أخبرها .
سمعت سميرة صوت المؤذن يصدح بالأذان فطلبت منه أن يذهب ويغتسل ثم يذهب لصلاة الفجر في المسجد وبعد الصلاة يذهب إلى مطعم مجاور ويحضر لها الإفطار . ففعل ناصر ما طلبته منه وعندما عاد وجد أمه قد أعدت الإفطار , ووضعته على المائدة فنضرت إليه .
من أين أنت قادم وما هذا الذي تحمله ؟
هذا .... إفطار .
إفطار ؟؟؟؟ لمن ؟؟
لي أنا وسميرة .
ولما لم ترسل السائق ليحضره .
سميرة طلبت مني ذلك .
اللعنة عليك وعليها .
خرجت سميرة لتجده واقفا وأمه تحاول أن تنزع الكيس من يده .
أنت عدت لقد تأخرت وقلقت عليك .
أنتي ؟؟
تعال هنا يا ناصر فقد أرهقني السهر وأريد أن أتناول إفطاري قبل أن أنام .
أنا قادم .
أفلتت دلال الكيس من يدها ولم تستطع أن تفعل شيء وهي ترى ابنها يهرول مسرعا باتجاه زوجته فوقفت تنظر في حيرة من أمرها .
ينزل نايف فيرى دلال واقفة والدموع في عيناها . لأول مرة يرى دموعها منذ سنين طويلة .
ماذا حدث ؟
ابنة أخيك .
وما بها ؟ ألم تزوجيها ابنك كما أردت . ؟
نعم ولكن لم أتوقع أن أرى ما رأيته منها .
حتى أنا لم أتوقع أن تكون بهذا الجمال الذي لم يعكره إلا بعض آثار الضرب .
جمال ؟؟؟ أنت لا تفهم شيء .
وماذا أفهم ؟؟
لا شيء أنا أعرف كيف أتصرف معها .
سأذهب إلى الشركة هل تريدين شيء ؟
ألا تريد أن تتناول إفطارك . ؟
شكرا لا أشعر بالجوع .
أنا المخطئة أتعبت نفسي من أجل شخص لا يستحق .
إلى اللقاء .
أما سميرة فقد وضعت الإفطار أمام زوجها وطلبت منه الانتظار قليلا ووقفت هي على النافذة حتى رأت عمها يغادر المنزل . فعادت إلى ناصر وأجلسته بالقرب منها , وطلبت منه أنه يتصرف براحة أكبر وبدأت تناوله الطعام بيدها وهو يبتسم وتخبره ببعض النكات فيضحك بصوت عالي وترفع هي صوتها بالضحك , وعندما سمعت دلال أصوات ضحكهما زاد غضبها فوضعت يداها على أذنيها لا تريد أن تسمع المزيد وأسرعت إلى غرفتها وأغلقت الباب عليها .
أما سميرة فقد طلبت من ناصر أن يتوقف عن الضحك بعد أن سمعت صوت باب دلال وهي تغلقه بقوة وخرجت به إلى حديقة منزلهم واتجهت إلى أسفل نافذة دلال وأخذت تلعب معه وتصرخ بصوت عالي حتى تسمعها دلال وعندما تأكدت أنها تنضر إليهما جلست على كرسي موضوع في الحديقة مواجهة لها وطلبة من ناصر أن يجلس على الأرض فجلس أمامها .
ناصر حبيبي .
ها أنا حبيبك ؟؟؟
ألست زوجي ؟
بلا .
إذا أنت حبيبي .
حقا سميرة .؟
نعم , أنت حبيبي آه .
ما بك ؟؟؟
إن حذائي ضيق جدا .
هل أخرجه من قدمك ؟
لا أنا سأخرجه ؟
بل أنا الذي سيخرجه.
ومد ناصر يده وأمسك بقدمها وأخذ ينزع عنها حذائها وهي تنضر إلى دلال وتبتسم . لم تفعل دلال شيء بل اكتفت بالنضر إليها والحقد يزداد في داخلها .
حبيبي ناصر .
نعم حبيبتي .
شكرا لك , أنت لطيف جدا .
أنا أحبك سميرة .
هل تعلم ماذا أتخيل .
ماذا ؟
أتخيل أن في هذه الحديقة كلب .
كلب ؟؟؟
صوت نباحه في الحديقة سيخيف اللصوص وسوف يشعرك أنك في غابه , هل تستطيع تقليد نباح الكلب . ؟
يبتسم ناصر , نعم أعرف .
هيا أسمعني .
فأخذ يقلد صوت الكلب وينبح وهي تضحك وتطلب منه أن يرفع صوته فلا يتردد في ذلك بل تمادى وأخذ يمد رأسه عند قدميها وهي ترفعها وتضحك , حينها لم تتمالك دلال نفسها بل صرخت ونادت على ابنها وحملت مزهرية كانت بالقرب منها وقذفتهما بها وطلبت منه أن يدخل المنزل .
فقفز ناصر مسرعا ودخل المنزل ولحقت به سميرة وقبل أن يصلا إلى غرفتها وجداها واقفة وفي يدها عصا غليظة , توقف ناصر والخوف يملأ عينيه , وسميرة خلفه , فاندفعت دلال باتجاه سميرة وأخذت تضرب فيها وعندما حاول ناصر أن يوقفها قامت بضربه هو الآخر فهرب إلى غرفته , وتمكنت سميرة من الإفلات منها ودخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها وهي تبتسم على الرغم من الألم الذي كانت تشعر به فلأول مرة كانت تتعرض للضرب وهي راضيه بل وسعيدة . وارتمت على سريرها وهي في قمة سعادتها غير آبهة بالشتائم والتهديد الذي تسمعه من دلال خلف الباب . وخلدت إلى النوم بعد أن قضت أجمل أيام حياتها