الفصل الخامس
عندما خرج أبا راشد بسيارته من منزل صديقه أيمن التفت إليه سمير .
يا عم أبا راشد أريد أن أسألك وأريد منك إجابات صريحة فلست طفلا صغيرا تخفي عني شيء .
ماذا تريد يا بني؟
لقد قاطعنا العم أيمن وأنت تتحدث عن أبي , وعندما تحدث العم حسن قاطعتني أنت لست غبي بل أردت أن أكون على انفراد معك فلا أريد أن يقاطعنا أحد فقط أريد أن أعرف كل شيء عن أبي فهل أنت مستعد للبوح لي عن كل شيء تعرفه , ؟
أريدك أن تعرف أولا أن عمي قد أفهمني أن أبي كان فقيرا وعاطل عن العمل عندما توفي ؟
وأذاقني أنا وأختي أصنافا من العذاب والحرمان فقد كنا نشعر أنه صاحب الفضل علينا لأنه لم يتركنا على الأقل نتربى في دور الأيتام أو عند الغرباء . فهل ما قاله عمي لنا صحيح ؟
آه يا بني لا ليس صحيحا فقد كان عمك هو العاطل عن العمل .
أما أباك فقد كان رجل أعمال ناجح وكل ما يملكه عمك الآن هو ملك لك أنت وأختك , استولى عليه عمك بالخديعة والاحتيال .
ماذا كل ما يملكه ؟
نعم يا بني .
وكيف ذلك ؟
لا عليك سوف أخبرك كل شيء ولكن هل لديك مكان تبيت فيه الليلة ؟
لا.... ولكن سوف أذهب إلى أي فندق وأنام فيه حتى الصباح .
فندق ؟؟؟؟
نعم .
أنت الآن تخطئ في حق عمك أبا راشد .
سوف تذهب معي إلى منزلي , صحيح أنه ليس مثل منزل أيمن ولكن ....
لا يا عم أبا راشد لن أثقل عليك , أبدا .
بل ستذهب وهذا أمر وليس طلب .
وعموما لقد اقتربنا من منزلي .
يصل الاثنان إلى منزل أبا راشد , هو منزل متواضع من دورين وله حديقة صغيرة رائعة ويستقبلهما راشد وهو شاب يكبر سمير بأربع سنوات .
أهلا بك أبي .
كيف حالك بني ؟
بخير لقد تأخرت قليلا وقلقنا عليك .
أعلم أن والدتك قد أصابها القلق فهي تخشى أن أتزوج من غيرها .وأخذ يضحك هو وابنه وسمير خلفه , فيشير راشد إلا أباه بيده إلى سمير فلم يعرفه به .
ينظر أبا راشد خلفه , آه هذا نعم لقد نسيت إنه سمير ابن أعز أصدقائي ناصر .
أوه صديقك الذي كنت دائما تحدثني عنه ؟
نعم .
أهلا سمير .
أهلا بك .
سمير سوف ينام الليلة معنا وفي غرفتك أنت .
أهلا به ينام فيها وأنا أنام في أي مكان آخر .
لا لا أريد أن أفعل ذلك فقط أعطني عنوان العم أيمن وأنا سوف أتدبر أمري .
يقاطعه راشد لا تستحي , يعلم الله أنها سوف تكون أحلى ليالي عمري فليس لي أخ أتسامر معه وقد أتيت الليلة فلن أفرط فيك .
يرضخ سمير لضغطهما ويصعد مع راشد إلى غرفته راشد الذي كان طيب القلب مثل أباه أخذ يتحدث إلى سمير طوال الليل عن طفولته وعن كل ما كان يقوله أباه عن والد سمير حتى غلب النوم سمير .
فخرج ناصر إلى غرفة أخرى لم تكن مهيأة للنوم وألقى بنفسه فيها .
بينما أبا راشد عندما دخل إلى غرفته ووجد زوجته أمامه أخذ في البكاء وأخبرها بما حدث وبكل قصص العذاب التي تعرض لها سمير وأخته من عمهما , وهي تخفف عنه , وتحاول أن تقنعه أنه لم يكن يستطيع أن يعمل لهما أي شيء في السابق أما الآن فان بإمكانه أن يساعدهما على الخلاص منه .
لم ينم أبا راشد بل بقي مستيقظا حتى صلاة الفجر . وذهب كعادته إلى المسجد وبعد انتهاء الصلاة بقي يتلو القرآن حتى طلوع الشمس , أما زوجته أم راشد فقد أخذت تعد طعام الإفطار له ولأبنائه وضيفهما الجديد ,
حيث لديهم فتاه اسمها أمل.
وكان من عادة أبناء أبا راشد أنهم يتسابقون أيهم يصحو من نومه مبكرا , كي يقوم بعمل مقلب في الآخر واليوم تصحو أمل من نومها على غير عادتها وتتجه إلى غرفة راشد وتفتح الباب قليلا وتنظر من خلاله لتجد راشد يغط في نوم عميق , فتتجه مسرعة إلى المطبخ لتجد والدتها تعد الإفطار فتدخل في خفة وتحمل إبريق من الماء البارد وتعود مسرعة إلى غرفة راشد وترفع الغطاء عن رأسه بسرعة وترشه بالماء ليقفز سمير من فوق السرير يصرخ وعندما رأته أخذت هي في الصراخ وهربت من الغرفة مسرعة بينما أخذ سمير ينضر إليها وهي تهرب ويبتسم فقد عرف أنها مخطأة أما أم راشد فقد تركت البيض على النار وهبت لنجدة ابنتها التي أفزعها صراخها وفي نفس الوقت أفاق راشد وخرج من الغرفة ليجد أمل تتجه إليه وفي يدها الإبريق وهي تصرخ بهستيريا فعرف أنها قد أخطأت فأخذ في الضحك واتجه إلى غرفته ووجد سمير مبللا بالماء , والخجل بادئ عليه فهدأ من روعه , قائلا .
أهلا بك في عائلتنا وأخذ في الضحك . وسط ابتسامات سمير الخجولة .
وعندما وصلت أم راشد إلى غرفة ابنتها وجدتها تلطم خدها . فوقفت عند رأسها ما بك تصرخين أخفضي صوتك فلدينا ضيف . ألا تدعين هذه العادة أنت وأخاك .
لديكم ضيف .
نعم لدينا ضيف .
وماذا ستقولين لو علمت إن كل الماء الذي كان هنا قد سكب على ضيفكم .
ماذا ؟؟
نعم لقد سكبته عليه .
أخذت أم راشد تلطم خدها , وتشد شعر ابنتها , ألم أقل لكم دعوا هذه العادة . ألا تكبرون أبدا ؟
أمي ... أمي
ماذا تريدين هل سكبت شيء آخر ؟
لا رائحة الطعام يحترق .
هااا ..... لا ما هذا الصباح . وأسرعت إلى المطبخ لتجد إفطارها قد احترق .
وبدأت في إعداد غيره فلا تريد أن يعود أبا راشد ولا يجد إفطاره جاهزا على المائدة كما اعتاد .
يعود أبا راشد من المسجد فيشتم رائحة الطعام تحترق فيمازح زوجته .
ألم أقل لك أنك قد كبرت .
نعم أنا كبرت ولكنك لن تجد في الدنيا من تقبل بك , فلا توجد فتاة تريد زوجا مثلك قد اعتلاه الشيب .
ضحك أبا راشد من رد زوجته قائلا إذا لماذا احترق إفطارك ؟
فأخبرته بما حدث فأخذ يضحك وهو يتخيل الموقف , وفي هذه الأثناء ينزل راشد وسمير بعد أن أخذ سمير بعض ملابس راشد الداخلية ولبس ثوبا قديما له . ليجدا أبا راشد يضحك بينما غادرت أم راشد المكان ليأخذ سمير راحته في الإفطار ومازحه أبا راشد قليلا ثم أعطاه عنوان أيمن .
وقف سمير يريد المغادرة ولكن أبا راشد رفض ذلك قائلا انتظر قليلا سوف يقوم راشد بإيصالك في طريقه إلى الجامعة .
لا داعي لذلك سوف آخذ سيارة أجرة وأذهب فلا أريد أن أعطل راشد عن جامعته .
لا لن تعطلني عن جامعتي فأنا لن أذهب بك حتى باب شركة أيمن بل سأخفف عنك المسافة . سوف نقطع ثلاثة أرباع الطريق معا ثم نفترق .
إذا هيا بنا .
هيا .
يخرج الاثنان وبعد أن ركبا السيارة يسأله راشد .
لماذا لم تلتحق بالجامعة ؟
سوف أخبرك لاحقا الآن هيا انطلق سريعا .
سريعا ؟؟؟ لا انتظر .
وماذا أنتظر ؟
أمل .
من ؟؟؟
أمل التي جعلت صباحك باردا , هل نسيت .
أمل ستذهب معنا ؟؟
نعم وها هي قادمة .
تتقدم أمل إلى السيارة وعندما وصلت إليها توقفت قليلا فلم تعلم أن سمير سيكون معهما في السيارة أيضا ثم تقدمت بخجل وركبت في المقعد الخلفي . وهي ترتجف من الخجل .
وسط ابتسامات من راشد الذي كان يشعر بالانتصار عليها .
أما سمير فلم يكن حاله بأفضل من حالها .
ينطلق راشد بسيارته وهو ينضر في المرآة أمامه ليرسم تعابير سخرية من أخته وهي تتقلب في الخلف في صمت وخجل وشعور بالهزيمة , تحاول أن تعتذر من سمير ولكن لم تستطع أن تنطق بحرف . فلاحظ سمير حركات راشد ة تذكر أخته التي تركها خلفه لم يلعب معها من قبل لم ينعما بحياة مريحة أبدا . فأراد أن يعوض ذلك مع أمل على الأقل الآن .
أريد أن أخبرك بشيء يا راشد , ولكن أخشى أن يضايقك كلامي .
ماذا ؟ تفضل .
يبدو أنك حين أصررت علي مساء أمس أن أنام في سريرك لم يكن كرما منك بل هروبا من العذاب الذي تتلقاه يوميا . لذا أراك تشعر ألآن بالانتصار ؟
فهم راشد أن سمير لاحظ حركاته فرد سريعا , لا ألومك على كلامك فيبدو أن مخك قد تجمد من الماء البارد .
والتفت إلى أمل ماء بارد . يا ظالمه وأخذ الاثنان يضحكان .
أما أمل عندما سمعت صوت سمير يتحدث وضعت يدها على قلبها فقد شعرت بنبضه يرتفع وذهبت بعيدا بخيالها ولم تفق إلى على ضحكاتهما فصمتت قليلا ثم استجمعت قواها .
أنا آسفة لم أكن أتوقع وجود أحدا غير هذا الكائن الحي الذي يقود السيارة .
أما أنت .....
ماذا ستقولين؟؟؟؟
لا لا عليك عندما نصل إلى المدرسة أخبرك , فأمل تدرس في المرحلة الثانوية وهذا هو عامها الأخير .
يضحك راشد , حسنا سنرى بعد قليل .
وعندما وصلوا إلى مدرسة أمل كان سمير يتلهف إلى سماع ما ستقوله أمل أكثر من راشد , التي فتحت الباب ثم أطلقت ضحكة ماكرة وهي تنضر إلى أخاها .
ماذا ؟؟
لا فقط أنصحك أن تعود إلى المنزل وتغير ملابسك فلا أظن أنك ستذهب إلى كلية الطب يا طبيب المستقبل وملابسك متسخة , أخبرتك ألا تترك سيارتك مفتوح بابها أبدا , إلى اللقاء .
وأغلقت الباب وهي تضحك بينما التفت سمير إلى راشد مبتسما كان راشد قد فتح الباب وخرج من السيارة فوجد أن مقعده المصنوع من الجلد وذو اللون البني قد نثر عليه بعض الكاكاو .
فعاد وركب سيارته لا هذا العمل قد تجاوز كل الحدود , لم يتمالك سمير نفسه بل أخذ في الضحك .
يكفي ألم تضحك من قبل ؟؟؟
نزل السؤال على سمير كالصاعقة فصمت فورا , قائلا في نفسه نعم لم أضخك من قبل وارتسمت عليه ملامح الحزن وترقرقت دمعة في عيناه لاحظها راشد الذي استغرب أن سمير قد صمت فعلا والتفت إليه فعلم أنه أصابه بسهم فتلعثم ثم قال .
أنا آسف لقد كنت أمزح اضحك يا عم سمير فنحن عائلة تصدر الضحك لم أقصد أن تصمت فعلا .
لقد تذكرت شيئا عكر مزاجي .
ما هو هل تريد إخباري ؟؟
أختي فلي أخت أكبر مني لا أعلم ماذا حدث لها الآن .
وأين هي ؟
في منزل عمي نايف .
هل كنت تعيش معها عند عمك ؟؟
أرجوك راشد أنزلني هنا .
لا فلم نصل بعد .
إذا لا تسألني عن شيء .
لك ذلك .
صمت الاثنان ولم ينطقا بحرف واحد حتى وصلا إلى العنوان ,
تفضل يا عم سمير . لقد أوصلتك إلى الشركة مباشرة .
ولما لم تنزلني في منتصف الطريق كما اتفقنا .
لن تبدأ محاضراتي قبل العاشرة سوف أذهب إلى مغسلة للملابس وأغسل آثار الهزيمة ثم أتوجه إلى جامعتي .
المهم أنت لا تتأخر . واذهب إلى عملك وبتوفيق .
شكرا لك راشد .
العفو إلى اللقاء .
يغلق سمير الباب ثم يتجه إلى مدخل الشركة يدفع باب الدخول ليجد أمامه صالة كبيرة للاستقبال وفي منتصفها موظف أمامه لوحة صغيرة مكتوب عليها الاستعلامات يتجه نحو الموظف .
أهلا بك هل أستطيع أن أخدمك .
السلام عليكم أولا .
وعليكم السلام .
أريد أن أقابل العم أيمن لو سمحت .
آه هل هناك موعد .
نعم
الاسم الكريم ؟
سمير ناصر .
أهلا بك أنت السيد سمير ؟
نعم .
لقد تخيلتك أكبر سنا , فقد أكد علي الشيخ أيمن أن أدخلك لحظة وصولك .
شكرا أين مكتبه .
في الطابق الثاني , سوف أخبر مدير مكتبه
يرفع سماعة هاتف بجواره , السلام عليكم , السيد سمير ناصر هنا , حسنا .
اصعد الآن .
شكرا لك مرة أخرى .
يصل سمير إلى الدور الثاني فيجد شابا يقف أمامه .
الأخ سمير .
نعم
تفضل من هنا , أعرفك بنفسي , جابر مدير مكتب الشيخ أيمن .
تشرفنا أخي جابر .
تفضل انتظر هنا قليلا .
يطرق جابر بابا فخما منقوش عليه شعار الشركة الذي رآه بالأسفل خلف موظف الاستعلامات . ثم يدخل ويخرج سريعا . ويشير إلى سمير بيده ناحية الباب , تفضل .
يدخل سمير فيجد أيمن واقفا في منتصف مكتبه الفخم .
أهلا بك بني لقد تأخرت قليلا ولن أقبل منك التأخير مرة أخرى .
آسف لن يتكرر ذلك ثانية .
تفضل هنا .
يجلس سمير حيث طلب منه أيمن الجلوس ويتأمل المكتب وأثاثه وديكوره الرائع .
الآن سمير هل تعلم ما هيه وضيفتك ؟
وكيف لي أن أعلم ؟؟؟
سوف تكون وظيفتك من اليوم مرافقا لي في كل خطوة وفي كل مكان مطلوبا منك فقط أن تتعلم كل ما تراه أريد منك أن تستوعب كل شيء بأسرع وقت ممكن , تحضر معي الاجتماعات ومقابلاتي مع رجال الأعمال لا أريد منك أن تتحدث بل كن مستمعا ولا تبدي رأيك حتى أطلبه منك . واحذر من غيرة الموظفين منك , كن قريبا منهم وحاول حل مشاكلهم , باختصار أريد أن تتعلم سريعا كل شيء عن عملنا لتحل محلي إذا دعت الحاجة .
هذا كرم منك يا عم أيمن وأنا لا أعرف ماذا أقول .
لا تقل شيء , هات بطاقة هويتك .
حسنا , تفضل .
يرفع أيمن سماعة الهاتف , جابر تعال هنا .
يدخل جابر , نعم .
جابر خذ بطاقة سمير وخذ منها نسخه واحجز له معي على رحلة اليوم .
يلتفت إليه سمير رحله ؟؟؟
هل سمعت ما قلته لك يا جابر ؟
نعم
إذا أسرع .
يخرج جابر من المكتب , والحقد يأكل قلبه رحله ومع الشيخ . لقد كنت أتأمل أن أذهب أنا هذه أولها فكيف يكون آخرها .
أما أيمن فقد التفت إلى سمير ألم أقل لك لا تتحدث أمام أحد نعم رحلة وسوف تكون معي سنسافر بعد العصر .
ولكن يا عم أيمن كنت أود أن أذهب اليوم إلى عمي نايف .
تتغير ملامح أيمن , نايف ؟؟؟
نعم كنت أود أن أطمئن على أختي .
لا عليك سوف تطمئن عليها بعد أن نعود وحينها لن تذهب وحدك سوف أذهب أنا معك وسوف نأخذها من عنده وتعيشان بعيدا عنه .
أعجبت الفكرة سمير فصمت , يطرق الباب .
تفضل يدخل جابر ويعيد إلى سمير بطاقته , لقد أكدت له الحجز .
شكرا يا جابر .
يجب إذا أن أتصل بالعم أبا راشد وأخبره .
لماذا ؟
كي لا ينتظرني على الغداء .
هل تقيم عنده .
يصمت سمير ولا يجيب .
ألا تريد أن تجيب , أنت في مقام ابني الذي لم أرزق به . أليس من حقي أن تخبرني .
يقص سمير على أيمن قصته كاملة مع نايف وزوجته وابنه وأصناف العذاب التي مرا بها هو وشقيقته , وكيف ومتى التقى أبا راشد .
يرد أيمن لا حول ولا قوة إلى بالله والدموع في عينيه .
حسنا يا سمير سوف أتصل أنا به وأخبره أنك ذاهب معي والآن هل لديك ملابس أخرى غير هذه ؟
لا .
هل لديك سيارة .
لا يا عم أيمن .
خذ ويخرج من جيبه مبلغ من المال . اذهب إلى السوق واشتري بعض الملابس وعد سريعا ستجد السائق يقف عند السيارة أمام بوابة الشركة سوف أتصل به .
يأخذ سمير المال على مضض ويغادر .
يتصل أيمن بالسائق ويطلب منه أن يقل سمير , ثم يتصل على أبا راشد ويخبره بكل ما جرى بينهما ويخبره أنه سوف يأخذه معه لمدة يومين , وعندما يعود يريد أن يتقابلا ويجدا حلا لسمير وشقيقته .