البردي منطقة سياحية تقع على مرتفع جميل يطل على البحر وللبحث عن تاريخ هذه المنطقة التقيت الحاج صالح إبراهيم ابوبركة ، انه من كبار قبيلة حبون وهو شاعر وراوي ، ومن سكان هذه المنطقة أبا عن جد، جده إبراهيم عبدالجيد شاعر وفقيه معروف ، وهو يسكن منطقة الملاحة التي تبعد حوالي احد وثلاثين كيلومتر وحوالي ستة عشر ونصف ميل بحري عن منطقة البردي.
قال :
الحاج صالح إبراهيم الآن ما يقارب الخامسة وثمانين (85) سنة اعرف هذه المنطقة الكثير حيث عاش والدي وجدي هنا رحمهم الله جميعا.، هذه المنطقة التي اسكنها ويقصد الملاحة كانت تسمى ((مرسى مريسة)) باليونانية ((اونيا)) أي مرسى يقطنها أبناء حبون عائلة إبراهيم عبدالجيد ، أرضها زراعية وبها منبع مياه غزير يتكون من إحدى عشر بئر مياه تقع بالوادي وهي عذبة، وكانت الملاحة هي المنارة القديمة ((الزاوية)) جاء بها إبراهيم عبدالجيد من الجغبوب ، ولها معالم أثرية منها كهف الملاحة ، كان قديما هو مقر المنارة ((الزاوية)) ثم انتقلت الزاوية إلى البردي وتولى إدارة المنارة الشيخ الشارف وهو من عائلة أتت من الجزائر تسمى الطرش ثم تتابع على المشيخة وإدارة المنارة من بعده محمد الصغير ثم عبدالله الشارف.
وكلمة بردي أو اسم بردي تأتي من ((برتي سليمان)) وهي كلمة يونانية على ما اعتقد وبعد وصول الخبر إلى((دي بوبو)) عام 1914م ونزل بميناء مرسى مريسة إقامة بالميناء أربعة عشر شهر ثم زحف بجنوده إلى منطقة البردي .
وبمنطقة البردي توجد قصور قديمة تشرف على البحر ، بمنطقة الشماس تسمى (( القصور اليونانية)) يوجد بهذه القصور صليب ارضي ووجد تحت الصليب مرمرة كبيرة تحتوي جثمان امرأة ، وعرف منها أنها اسم الملكة ((بردية)) وهي إيطالية م الكردنال حكمت هذه المنطقة بعد زمن سليمان بن داوود عليه السلام كما يقال أو يقول رواة التاريخ وكبار السن وأصبح اسم المنطقة بعد ذلك يعرب ((البردي)) .
بنيت منارة البردي بعد نقلها من مرسى مريسة الملاحة وبناها أبناء الحبون منهم هاشم موسى الحبوني و محمد الأزرق وسكران العوامي ومؤمن العدلية وغيرهم الكثير ، ومن المهاجرين والسكان القدامة من القبيلة القطعان غيضان ابوعوينة وله ملك بالزاوية للان هذه شهادة مني على ذلك .
وقام بتحفيظ القرآن الكريم بالمنارة الشيوخ محمد الشارف ومحمد الصغير والشيخ عبدالله الصغير وكان لهؤلاء كذلك الإدارة والإشراف على المنارة والفقهاء ومحفظي القرآن الكريم يأتون من الغرب المشايخ العلامة الشيخ الشارف بالأخضر رحمه الله أوعظ وأفتى بهذه المنارة كما ولد بمنارة أم ركبة وتعلم بالجغبوب له تاريخ معروف.
وعرف بفتواه وعلمه ، أما الخدمات التي قامت بها المنارة ((الزاوية)) فهي عديدة منها تحفيظ القرآن الكريم لأبناء المنطقة ، إدارة المنطقة و فض النزاع بين السكان وجمع الزكاة... بهذه المنطقة معالم أثرية منها مبنى تركي قديم ومقبرة إسلامية أثرية والمسجد العتيق وهو مبنى اثري قديم ويوجد بها مسجد عثمان بن مصغون.
ومرت بهذه المنطقة عدة حروب ولحق بها دمار جراء قصف دول المحور والحلفاء وحكمت كذلك من قبل الأتراك وهي معبر للغزاة من العصور الغابرة بهذه المنطقة ميناء صغير صالح للاستعمال ويوجد بها منبع مياه عذبة لو استغل لكان يكفي منطقة البردي ومساعد، والمثال على ذلك أثناء الحرب العالمية الثانية استغل الإنجليز هذا المنبع وسحبوا منه المياه إلى منطقة السلوم لتزويد جيشهم المرابط هناك بالمياه.
وفي عام 1952م إلى عام 1973م كانت المياه تكفي البردي ومساعد خط الأنابيب لا يزال موجودا للان بهذه المنطقة كذلك مدرسة ثانوية ومستشفى حديث ومكتب بريد ، سواحل المنطقة غنية بالأسماك وهي مصيف جميل ومتنفس للعائلات بفصل الصيف.
أنها منطقة جميلة وبها مساكن شعبية تعد بالمئات مرافقها تكاد تكون متكاملة .
أقول بأن تاريخ هذه المنطقة عظيم وهذا يعتبر جزء قليل من المعلومات والخفايا التي لا تزال مجهولة أكثر ولكن بمرور الزمن والبحث والدراسة سوف تتضح معالم أخرى وهذا يعتمد على المثقفين والباحثين من أبناء المنطقة.
منقوووووووووووووول
الفهد
عدد المساهمات : 1389
موضوع: رد: منارة البردي السبت أبريل 17, 2010 3:32 am
منور علي الموضوع مشكور ودمت بخير
بسمة أمل مدير
عدد المساهمات : 2663
موضوع: رد: منارة البردي الأربعاء أبريل 21, 2010 11:17 am