المجادلة بين العقل والشاعر ِْ~ِْ جعفر الحبوني

تاريخ هذه القصيده عام 1963 وفيها يهجو الشاعر على النظام الملكى




الشاعر:
يا عقل ما عندك عليهم لومة
اللي اليوم في الدولة ارباب حكومة
اولا تلوم عليهم
بلا مال عندك في الخفا تعطيهم
يقضولك اشغالك وين ما ترشيهم
اوتكسب قضيتك من اخلاف خصومة
اومازلت طامع كل يوم اتجيهم
بلا واسطة جيَّك امغير حشومة
عليك يضحكوا واجد وما تراعيهم
هذول العدالة عندهم مقسومة
عتبنا على ربي اوموش عليهم
معاهم جميع احقوقنا مهضومة
تمينا رعية وامرنا في ايديهم
يا راد الظالم على المظلومة
ظالمينا وانت الوكيل عليهم
خلهم يسيروا في اطرق منظومة
يا عقل ما عندك عليهم لومة
العقل:
عليهم لايم
نحساب بينَّا ساس العدالة قايم
لاوين عدلهم يشبه الطير الحايم
مرات تلحقه واوقات ياخذ حومة
بلا مصيدة رشوة صعيب قسايم
ولاّ واسطة تعرف ابساعة نومه
الشاعر:
سيبهم بالمرة
تقديعك عليهم راه فيه مضرة
من كثرة المال انفوسهم مغترة
اركوب في هنابر والكوارط كومة
ويش خاصهم في اللي حياته مرة
لا مال عنده لو قريب ادمومة
خلك صابر
وكافح ابعزمك في الزمان الغابر
حكام ليبيا ركبوا اليوم هنابر
ولبسوا كساوي تاليوا من روما
طرابيشهم ع الروس طول اشابر
وكالهم دجاج ولحمته مفرومة
عهدك ابهم كانوا تريس اكابر
ولكن اليوم احوالهم مبرومة
العقل:
يَحَكْمُوا بْعدالة
ويشوفوا كثير المال لاجَل ماله
والفقْري مْعاهم بايدات حْباله
ووينما كَرَبْ يرخوه في ديْمُومه
يْطُول القرار و يلْتهي في حاله
بحَرْهم غريق و ما يْنَجَّم عوْمه
الشاعر:
عرفت خْطاهم
وما زلت طامع في حْقُوق مْعاهم
خلِّيهم على الله سِيبْهم وانْسَاهم
لاسْبَدّ م الظالم يْلاقي يومه
الواجب علينا نحْمَلوا بْجفاهم
ورا الصَّبر ما كيفه هْناك عزومه
العقل:
تريسًا خِيرَه
مْغير انَتْ تفضح ما معاك ستيره
لانك كْتوف ولا فْلُوس كثيرة
ومْخاطر على لَجْبال بالقادومة
من غير الوساطة ما تْشوف بصيرة
يا راجْلاً مْهبول صوبك بُومَه
الشاعر:
جَبْت المارة
لا مال عندي لا وسيط وزارة
نبقى نْرَيَّح خاطري وافْكاره
وانْكون قَنَع بالعيشة اللي مقسومة
ونصبر مْعَ جمْلَة اللي صَبَّارة
نين وقَتْنا ياخذ بْغَيَّة نوْمَه
العقل:
لا تْسِيب حْقوقك
لَهْمال والتَّراخي في الحياة تْعُوقَك
لاسْبَدّ ما تلحق اللي في شَوْقك
لُو راد ربك حاجتك مْحَتُومة
لكن النَّوع اللي مْخَرَّب زوقك
قلّ العدالة هو اللي لى دومه
الشاعر:
أيْش نْديروا
نحنا نَنَزْلُوا ولا مطار نْطِيروا
ومْعَ أىّ الطّرَق توَّا نْريد نْسيروا
من حاش العدالة عندنا مْعدومة
غَصْبًا علينا في لامُور نْحيروا
مَتْكَرْهب الجوّ وغَارْقات نْجُومه
العقل:
خلِّيك جوَّك صافي
لانك ايْسِير ولا وراك صفافي
وخلِّي مشاكيَّك يْكُونَنْ خافي
تَبْيِين العلل مرات فيه ندومه
حرِّيتَك مْعاك ورايتك رفْرَافي
تحمد الله ونَعَمْتَك متْمومة
ما تفْتكر حكم الطَّلان الجافي
وحبْس العقيلة والعرب ملمومة
الشاعر:
خطَّر عليك العقل قبلك ناسي
حبس العقيلة والعذاب القاسي
نْريد عدل في هاذاك يَبْري باسي
في دارها فاقد تريس قْرُومه
منْشَاب نارهم ما زال في مَقْبَاسي
راحوا بلاش وكل شيّ بْسَوْمه
يعَوَّض الله فيهم مَخَاير ناسي
ضَرَّابة العدو وقتًا يشَنّ هْجومه
العقل:
هاذول هم الفديَّة
اللي بْهم نَصَبْتُوا راية الحرية
مأواهم الجنّة دارهم مرضيَّة
وامْوات العقيلة كلّها مرحومة
عاشوا اكرام وما عليهم سَيَّة
وامَّاتَم سعيدة بالرّضا مْختومه
سكَّر حْساباتك وصَفِّي النية
بلا هْبال ما تبحث اللي مردومة
الشاعر:
ختمت سْوالي
وسلَّمت لله في جميع احوالي
دَوَّرْت العدالة ما شْقي بي والي
هَيْهَات من يعدل وترضى قومه
وانْكثَّر صلاتي ع الرسول الغالي
شفيع امّْتَه يوم الحساب وشومه
يا عقل ما عندك عليهم لومه
اللي اليوم في الدولة ارْباب حكومه


منقول من ديوان الشعر الشعبى

مشكور ودمت بخير