[size=16]سحقت المانيا منتخب الأرجنتين اليوم في مواجهة كبيرة جداً ، أثبت فيها الألمان التفوق التقني والتكتيكي على خصمهم الأرجنتيني العنيد قبل المباراة المستسلم بعدما بدأت.
في هذا الانتصار الكبير للألمان كان هناك 10 عناصر لا بد من ذكرها ، فنتيجة مثل هذه لا تأتي بسهولة أبداً...ولا يحققها إلا الكبار ولا يحققها إلا من اجتهد وعمل لأجلها.
1- الهدف المبكر:لا يمكن لأي أحد انكار أن الهدف الأول ساهم في هز الأرجنتين هزة أقوى من زلزال هاييتي ، فهم باتوا الآن مطالبين بصد المرتدات القاتلة وبنفس الوقت مطالبين بالتعديل....لحظة أراها تمر في عيونهم كمن يقلب حياته بسرعة قبل الموت بلحظات فيرون خسائرهم في التصفيات ويتذكرون سقوطهم مع ذلك وذاك....هدف أعطى الألمان المعنويات الكبرى وقتل في الأرجنتين الرغبة التكتيكية وحولهم لفريق ارتجالي مطلق.
2- الأرجنتين تسدد وتتسرع:كان ما شاهدناه غريب جداً ، ولا يليق بفريق كبير مثل الأرجنتين فكلما شاهد تيفيز ودي ماريا وميسي وهيجواين المرمى وإن كان على مسافة ميل قاموا بالتسديد...هذه كانت قاتلة من ناحيتين الأولى جعلت مانويل نوير يحصل على ثقة أكبر وبالتالي الزملاء من حوله والثانية زرع اليأس والشك في نفوس الأرجنتينيين وضياع الوقت عليهم.
3- المانيا وسلاح الضغط:واصلت المانيا اليوم استعمال سلاحها القوي جداً ، وهو الضغط البدني في كافة أرجاء الملعب وهذا سلاح فشل الأرجنتينيون في مواجهته كما فشل الإنجليز...فكان الارتجال من جديد في التمرير والعودة للخلف هربا من الضغط الألماني.
4- المساحات السرابية:ربما اسم جديد لكنني شاهدته كما شاهدتموه اليوم ، الألمان كانوا يعطون المساحات للأرجنتينيين فيظنها لاعب التانجو ماءاً فيجري إليها ليتفاجىء أنها سراب...بل أسوأ من ذلك فهي فخ يوقعه بين أقدام كثيرة المانية تستطيع بتفاهمها أخذ الكرة بسهولة ولنا أن نعود ونرى كم مرة ميسي نفسه وقع في هذا الفخ.
5- ميسي يستلم ولا يسلم:في يوم من الأيام أوقت المانيا مرتين ، مرة فاز فيها عام 1986 ومرة عام 1990 في المرتين اتبعوا أسلوباً ذكياً وهو أن مارادونا يستلم ولا يسلم...وهذا ما جرى مع مارادونا في تلك المواجهات لكن الفرق في النتيجة لم يكن مثلما هو اليوم لأن الدفاع الأرجنتيني كان أقوى.
هذه فلسفة كروية واضحة وهي من الاستحالة أن تمنع لاعب مثل ميسي من أن يستلم الكرة لكن من الممكن أن تمنعه أن يتصرف بها بشكل صحيح.
6- ضعف ظهيري الأرجنتين:هل شاهدتم جابرييل هاينزه؟؟...هل شاهدتم أوتاميندي؟؟...الأول الجواب بلا ، والثانية يا ريتها كانت لا لأنه كلما ظهر جاء هدف الماني...اليوم ربما دفع مارادونا ثم استبعاد خافيير زانيتي لكنه بالتأكيد دفع ثمن متأخر لا يمكننا جلده عليه.
7- الألماني يختار والأرجنتيني مجبور!:نعم كان اللاعب الألماني يختار كلما امتلك الكرة في أي مكان في الملعب ، فهو دوماً يجد الزملاء من حوله يتحركون دون كرة...أما الأرجنتيني فكان لاعبوه جاثمين أماكنهم لا يتحركون سوى بالكرة وهذا ما أعطى الألمان قدرة كبيرة على السيطرة عليهم في الدفاع وضربهم وجلدهم في الهجوم.
8- تصريحات مارادونية قبل اللقاء:مارادونا لم يحترم الألمان أبداً قبل المباراة ، وعاد لتصريحات قليلة العقل مثل أن الله يريد الأرجنتين في النهائي...تصريحات بالتأكيد جعلت الألمان يركزون أكثر والأرجنتينيين يعيشون حالة من الاختلاف والتناقض الفكري.
9- تيفيز يدافع وماسكي وماكسي يتفرجان:هناك منطقة في كرة القدم معروفة جداً بأنها مخصصة لمحور خط الوسط وهي المنطقة المقابلة أمام منطقة الجزاء ، تيفيز كان رجل هذه المنطقة بشكل غريب وكان هو من يساند في الدفاع وهذا طبعا يؤكد حقيقة مفادها أن الأرجنتين كانت تملك دفاعاً ضعيفاً تحدثنا عنه في الماضي وكتبنا كثيراً
10 - الألمان كسبوا معركة خط الوسط:
بصراحة الأرجنتين تملك خط وسط أقل من عادي مكون من ماسكيرانو وماكسي رودريجيز ودي ماريا...هذا خط وسط أقل من عادي بالتأكيد بالنسبة لأي فريق عالمي والألمان يملكون خط وسط جبار بالمجهود رغم عدم شهرة الأسماء.
منذ الدقيقة الأول أثبت شفايني وخضيرة وأوزيل وبودولسكي أنهم الأقوى..وحسموا الصراع منذ اللحظة الأولى لتفوز المانيا باستحقاق رباعية لا يجادل بأحقيتهم فيها أحداً.