العدالة والبناء يطلق حملته الانتخابية من سجن أبوسليم

في خطوة رمزية يؤكد فيها حزب العدالة والبناء على وفائه وتخليده لذكرى شهداء سجن أبوسليم، قامت مجموعة من قيادات الحزب، ومعهم عدد من مرشحيه وفرق الجوالة الشبابية بالتجمع في سجن أبوسليم والتجول في أنحاء المعتقل الذي ارتقت في ساحاته أرواح شهداء مذبحة عام 1996، والتي بقيت تطارد نظام القذافي لتكون الشرارة التي تشعل ثورة السابع عشر من فبراير، وتحرر ليبيا من نير الاستبداد، وتفتح أمام أبنائها آفاق الحرية وبناء الدولة المدنية القائمة على التعددية وتداول السلطة.
أمام هذا المعنى تحدث السيد محمد صوان، رئيس حزب العدالة والبناء، مع إخوانه من قيادات الحزب وأبنائه جوالة الشباب عن ذكرياته في سجن أبوسليم، والذي قضى فيه ثمان سنوات ضمن حكم ثلاثي بالمؤبد، وتجول في الزنزانة التي كان فيها هو وزملائه مسترجعا أماكن التعذيب وغرف التحقيق والعزل الانفرادي، وكيف كانت ظروف الحياة والطعام والعلاج.
كما تجول السيد صوان في ساحة السجن، وشرح لأعضاء الحزب كيف تمت المذبحة، وترحم الجميع على أرواح الشهداء الأبرار الذين قضوا فيها، واحتشد شباب فرق جوالة العدالة والبناء وسط الساحة ذاتها التي تمت فيها هذه الجريمة وأنشدوا بصوت جماعي نشيد الاستقلال، الذي ينشد لأول مرة في هذا المكان والجميع يؤمن أن من استشهدوا في هذا المكان هم أحياء عند ربهم يسمعون صوتهم ويفرحون بالنصر الذي أنزله الله على أهلهم.
وأوصى صوان رفاقه في الحزب، وهم يدشنون حملتهم الانتخابية، أن تكون المصلحة الوطنية هي الحاضرة في كافة حراكهم وفعالياتهم السياسية، وليس السباق الانتخابي، وفاء لتلك التضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء ليبيا على الطريق الطويل للتحرر.
وشدد على ضرورة التزام الصدق في القول، والكريم في السلوك، ودعوة الناس إلى رؤية الحزب وفكرته بالحكمة والموعظة الحسنة، والابتعاد عن الاختلاف والسعي إلى الائتلاف.
وقد أبدى كافة المشاركين في هذه الزيارة تأثرهم البالغ لما شاهدوه في السجن، والذي يعاينه البعض لأول مرة، كما استذكر الكثير من الشباب ذكرى أقاربهم ممن قضوا في المذبحة، شهداء في سبيل تعميم العدالة في هذا الوطن ورفع بناءه عاليا.