الدّولتان العظميان
رأيت في ما يرى النّائم (والعرب يرون كثيرا من هذه الرّؤى ولكنّهم يكتمونها )…رأيت جنود الدّولة الحديثة الميلاد ,دولة رام الله الكبرى-حرسها الله- (بلغة حماس) يلقون القبض على حفنة من المخرّبين ممن يشتمّ منهم ريح” التّحمّس ” ويسلّمونهم إلى الدّوائر القضائيّة التي أعدّت لهم ملفّات على عجل وحوكموا بتهمة الخيانة العظمى والولاء للأجنبي الذي هو حركة حماس في غزّة .ورأيتهم يساقون إلى المشانق وسط جلبة من الشّتيمة والتّعيير والسبّ الذي يسلّطه عليهم الوطنيون الأحرار ورأيتني أقرأ الأخبار في الجرائد وأسمعها في الإذاعة والتّلفزيون الوطنيين وأفهم أنّ النّاس في جمهوريّة رام الله الكبرى يثمّنون ما تقوم به أجهزتهم الأمنيّة الباسلة .وككلّ العرب الذين يؤمنون بالتّعادليّة قرّرت أن أرى شيئا أخر مخالفا في الليلة الموالية وكان لي ذلك…فقد ظهر لي عند السّحر (إنّ قرآن الفجر كان مشهودا) ظهر لي أنّ فيالق القوّة التّنفيذيّة التي تجاوزت سلطتها الدّوائر السّياسيّة وتمرّدت على من صنعها وأعطت لجمهوريّة غزّة صفة العظمى واختارت من الأعلام ما يذكّر بزمن صلاح الدّين (حصان طروادة)…رأيت هذه القوّة الغزّاويّة العظمى تجوس خلال الدّيار من رفح إلى خان يونس تصطحب الكلاب المدرّبة التي حرّم مالك اتّخاذها للحراسة وتتشمّم بحثا عن كلّ ما يمكن أن يكون فكّر يوما في الانضمام إلى حركة فتح أو حتّى نطق اسمها … رأيت في ما يرى النّائم والقوم كلّهم نيام ولا شاهد لي على ذلك ,رأيت الآلاف المؤلّفة من الغزّاويين وحتّى من الضفّاويين الذين تقطّعت بهم السّبل عند صرخة الولادة ,رأيت هذه الجموع تساق إلى السّاحات العامة لتشنق على أعمدة الكهرباء التي لم تعد لها وظيفة غير تلك الوظيفة الوطنيّة .وكانوا يكتبون عند قدميّ كلّ مشنوق :عميل خائن ثبت تعامله مع الضفّاويين الأجانب .وتذكّرت قول النبيّ :”تناسلوا تناسلوا إنّي مفاخر بكم الأمم يوم القيامة” وقلت :اللهم بارك لنا في دولنا وكثّرها .كيف لا أفرح والحال أنّنا في غضون خمس سنوات تحوّلت دولة (العراق)وكيان(فلسطين) إلى خمس دول…اللهم بارك (وإن شاء الله بركة ماهي حركة ) نسيت أن أقول لكم أنّي رأيت في ما يرى الرّاقدون من الذين يشبهون الأرانب في النّوم فقط…رأيت أنّ إسرائيل أصبحت حقيقة لا تقبل الشكّ (ولكنّي لا أريد أن يعلم بهذا أحد) عندما رأيت تلك الحقيقة المرّة استغفرت الله وأغمضت عينيّ ونمت .فقد قال النبيّ “إذا ابتليتم فاستتروا ” وقال :”إنّه ستر كأنّه غفر” اللهم اغفر لحماس وفتح لقداسة الإنسان عندك أمّا فلسطين فأرض تذهب وأرض تجيء وعليه العوض ومنه العوض .
2007