قطر تكسب الرهان وتستضيف أول مونديال بالشرق الأوسطأعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فوز ملف قطر بشرف تنظيم بطولة كأس العالم لعام 2022 للمرة الأولى في تاريخ منطقة الشرق الأوسط.
وتفوق الملف القطري في تصويت أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا على أربع ملفات أخرى لكل من أستراليا والولايات المتحدة، بجانب كوريا الجنوبية واليابان.
وحصل ملف قطر في الجولة الأولى من التصويت على 11 صوتا مقابل ثلاثة لكل من الولايات المتحدة واليابان، وأربعة لكوريا الجنوبية، وصوت واحد لأستراليا التي خرجت مبكرا.
وفي الجولة الثانية، ودعت اليابان بصوتين مقابل عشرة لقطر وخمسة لكل من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية التي خرجت من الجولة الثالثة بنفس العدد من الأصوات مقابل ستة للملف الأمريكي و11 لقطر.
وحسم الملف القطري المعركة في الجولة الأخيرة بحصد 14 صوتا مقابل ثمانية للولايات المتحدة ليؤكد تفوقه منذ بداية التصويت.
واحتفل ممثلو الملف بالفوز عقب إعلان رئيس الفيفا جوزيف بلاتر عن نتيجة التصويت، حيث صعد أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني برفقة قرينته الشيخة موزة بنت ناصر المسند إلى المنصة لتسلم كأس العالم.
وقال الشيخ محمد بن حمد آل ثاني، رئيس الملف القطري، عقب إعلان النتيجة "شكرا لإيمانكم بالتغيير وتوسعة رقعة اللعبة ومنح قطر الفرصة".
وأضاف موجها كلامه لأعضاء الفيفا "ستكونون فخورين بنا وبالشرق الأوسط.. أعدكم بهذا".
وسيكون مونديال 2022 هو الثاني الذي يقام في قارة آسيا بعد أن اشتركت كوريا الجنوبية واليابان في احتضان بطولة 2002 التي توج بلقبها المنتخب البرازيلي.
وبعد إخفاق ملف الدوحة في استضافة أوليمبياد 2016 ، قدمت قطر ملفا يشتمل على إقامة مباريات المونديال في 12 ملعبا موزعة على سبع مدن يقع أغلبها داخل دائرة جغرافية ضيقة بما يتيح للمشجعين والصحفيين حضور أكثر من فعالية في اليوم الواحد دون قضاء أغلب الوقت في التنقل.
ويتصدر ملعب لوسيل الملف القطري، حيث ينتظر إنشاؤه بسعة تصل إلى 86 ألف متفرج لاستضافة المباراة النهائية، بجانب ملعب خليفة في الدوحة الذي استضاف مؤخرا مباراة الأرجنتين والبرازيل الودية (1-0) والذي ستصل سعته إلى 70 ألف متفرج.
وبجانب الدعم الحكومي الهائل والممثل في ميزانية استثمارات تصل إلى 50 مليار دولار، أشارت لجنة التقييم بالفيفا إلى وجود أفكار مبتكرة في الملف القطري انعكست على تصميم بعض الملاعب مثل "الخور" الذي سيكون في صورة صدفة بحرية، بجانب ملعب الشمال الذي سيصل المشجعون إليه بالتاكسي البحري.
وسبق لقطر أن قدمت أوراق اعتمادها كمنظم ناجح للأحداث الرياضية سواء خلال كأس العالم للشباب عام 1995 أو دورة الألعاب الآسيوية 2006 في الدوحة، كما تحتضن مطلع العام المقبل كأس آسيا لكرة القدم.
وكان الفيفا يرى أن حرارة الصيف هي مصدر القلق الوحيد المتعلق بالملف القطري، حيث جرت العادة أن يقام المونديال بين شهري يونيو ويوليو وهي الفترة التي تتجاوز فيها درجات الحرارة بمنطقة الخليج حاجز 40 مئوية.
وأمام هذا التحدي، قدمت قطر فكرة غير مسبوقة تتمثل في تكييف الهواء داخل الملاعب، بحيث تستقر درجات الحرارة عند 25 مئوية وهو المقترح الذي لاقى صدى إيجابيا لدى شخصيات عالمية مثل مدرب نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي سير أليكس فيرجسون.
واستعانت قطر أيضا بسفراء عالميين لملفها مثل الأسطورة الفرنسي زين الدين زيدان، ومدرب برشلونة الإسباني بيب جوارديولا، والهداف الأرجنتيني السابق جابرييل باتيستوتا، فضلا عن النجم الكاميروني روجيه ميلا.
يذكر أن دولة قطر شبه جزيرة محاطة بمياه الخليج من ثلاث جهات وتبلغ مساحتها 11 ألفا و437 كلم مربع، ويقترب تعدادها السكاني من 1.7 مليون نسمة، ويعتبر قطاع الطاقة وبخاصة الغاز من أهم أعمدة الاقتصاد.