أو لم يأن أن يفيق من الغفلة قلب تهزُّه الأهواءُ
طالما عانق الهيام فللنفس غرام وللهوى إغراءُ
ومتاع الدنيا قليل ففي زهرتها كيف ترغب العقلاءُ
إنما المال والبنون على حبهما فتنة لنا وابتلاءُ
لا يغرنّك الغرور ولا يغريك من كيد دهرك الإغفاءُ
قلما باكر الصباح بما سرك إلا وساءك الإمساءُ
فاغتنم فرصة الأوان وهل تذهب ألا بعمرك الآناءُ
وتزود من الحياة وخير الزاد في شدة المعاد التقاءُ
لا يسرنَّك ابتسام أمانيك ولا تستفزك البأساءُ
واصطبر واعتبر بحزم أولي العزم إذا عز في المصاب عزاءُ
وارتقب حيث ما دجا ليل خطب فرجاً تنجلي به الظلماءُ
أقبل اليسير يقتفي أثر العسر وللكرب شدة ورخاءُ
عجباً يغفل اللبيب وللموت انتباه وللحياة انتهاءُ
فإلام تحث نوق الأماني لسراب وواردوه ظماءُ
***
بين نشر المنى وطي المنايا سنة عمت الورى وابتلاءُ
يهدم الموت ما يؤسسه العمر وللنفس في الخراب بناءُ
فسل الأرض كم طوت من نواص نشر الصبح وذكرها والمساءُ
وكفى واعظاً بذلك لو لمتك عممت وأعمت الأهواءُ
***
تبخل الأغنياء خشية إملاق وفي فاقة القنوع ثراء
ليت شعري من يقرض الله قرضاً حسناً كيف أجره والجزاءُ
ذلك الجود والسخاء وقد فاز به من عبادك السمحاءُ
قلما يرزق اللبيب فهل يجسب من رزقه عليه الذكاءُ
أم لأمر وحكمة حيث لا تدرك نفس بكدها ما تشاءُ
فارضَ بالمستطاع من طلب الرزق ففيما كفى اللبيب غناءُ
يرزق الله من يشاء بمقدارٍ ولا يرزق الحجا والدهاءٌ
وإذا كانت الأمور بمقدار فحرص الفتى عليها شقاءُ
فدع الكدَّ واستلم راحة الراحة واقنع بما قضاه القضاءُ
واتق الله حيثما كنت فالله رقيب إن غابت الرقباءُ
عالم الغيب والشهادة هل تعزب عن علم ربك الأشياءُ
***
ودع الظلم إنه ظلمات بئس مثوى للظالمين لظاءُ
يوم لا يُظلمون شيئاً وتجزى كل نفس وتشهد الأعضاءُ
يوم لا ينفع التكاثر والمال ولا تنتمي لك الأبناء
يوم تبلى سرائر المرء ولا يخفى على الله عمدها والخطاءُ
يوم تطوي السماء والحاكم العدل وتأبى الشفاعة الشفعاءُ
ذلك اليوم وعد ربك حقاً وإلى الله ترجع الأشياء
***
وتزود من الرجاء إذا ما كنت ذل فاقة وعز الغناءُ
ربما يثمر الرجاء وأعمالك من عاهة الرياء عفاءُ
أَوَ مَنْ يغفر الذُنوب جميعاً لم ينل فضل عفوه الضعفاءُ
ورجائي في قوله يا عبادي فيه للنفس راحة وعزاء
***
الأحد يوليو 25, 2010 4:14 pm
