نكران الجميل هو ألا يعترف الإنسان بلسانه بما يقر به قلبه من المعروف والصنائع الجميلة التي أسديت إليه، يقول تعالى: «يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا»، النحل -83. فحين لا يقر الإنسان بلسانه بما يقر به قلبه من المعروف والصنائع الجميلة التي أسديت إليه من الله أو من الناس فهو منكر للجميل جاحد للنعمة.يلفت كريم سهر إلى أن نكران الجميل مرض اجتماعي، إذ يقول: من الأمراض الاجتماعية التي تتفشى وتنتشر بين الناس نكران الجميل وهي صفة مذمومة عند الناس تقإن نكران الجميل وقلة الوفاء من الأخلاق الذميمة التي نهى عنها الشرع وحذر منها، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس»، وهو يدل على سوء الخلق وقلة المروءة وفساد الرأي وأنانية النفس وضعف الإيمان، وإنه إنكار للفضل وجحود بالإحسان الذي من الله به على عباده وفتح عليهم به، وكفران للنعم «من صنع إليه معروفا فوجده فليجز به فإن من أثنى فقد شكره ومن كتم فقد كفره». ومن كانت عادته كفران نعم الخلق وترك شكرهم كانت عادته كفران نعم الله وترك شكره، فلا يليق بالعاقل أبدا أن ينكر الإحسان ويتنكر له، إن اعتراف الإنسان بفضل الغير ومعروفه لا ينقص من قدره ولا يحط من منزلته بل يعلي قدره عند الله وفي عيون الخلق، إن المؤمن ينبغي عليه أن يكون وفيا شاكرا لأهل الإحسان ذاكرا للجميل حسن العهد بمن أحسن إليه يحفظ الود ويرعى حرمة من له صحبة وعشرة طويلة ولا ينسى المعروف لأهله ولو طال به الزمان، «إن حسن العهد من الإيمان»...
شكرأ